يعتبر علم الزايرجة علم أقدسي جليل الشأن ، عظيم البرهان ، وقد ذكره ابن خلدون في مقدمته , فعلم الزايرجة علم عظيم الشأن جليل البرهان عديم النظير خفي المأخذ عميق الاستنباط مركب الوضع متناهي الفهم له قوانين وقواعد وأصول وضوابط معروفة عند أهلها ونتائجه ما أعلاها وما أحلاها وما أحيلاها تنساب كالأمواج من أفواه وصدور العارفين فهو ليس مستحيلا وإنما واقع معاش لأهله كما انه ليس بعلم غيب لانه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى فلم يبقى إلا أنه من علوم الحكمة والإلهام وموضوع هذا العلم هو بسائط الأعداد والحروف التي يتركب منها الوضع اللفظي والمعنوي ودليل النطق حيث أنه للحروف خواص وللأعداد أسرار فمن جمع بين خواص الحروف وأسرار الأعداد فقد ألهم السر الأكبر ، فالحكمة الكاملة هي قول لا إله إلا الله لأنها هي المعراج الذي يرتقي به الإنسان إلى حضرة القدس ويتلقى بفيضها العلم اللدني من الله العلي الأعلى وينال السعادة العظمى في الدنيا والبرزخ والآخرة وغايته هي الترقي لفهم معاني القرآن الكريم والخطاب المحمدي المكرم ومن ناله على وجه الكمال قطعا لا يستخدمه أبدا في أمور الفانية أما فائدته فهي التجارة الرابحة مع الله سبحانه وتعالى فلا غرابة إن أظهر صاحبه الغرائب والعجائب وأظهر ما كان مخفي من الأسرار والإمور وفقا لمراد الله سبحانه وتعالى فصاحب هذا العلم المصون هو من الأكابر حقاً لأنه هو العارف بالله تحققاً يقينياً لا يقيناً علمياً وما عداه يكون من عوام الأولياء ولا يسلم له بأنه من العارفين . فصاحب علم الزايرجة يسبح بروحه في عالم الأرواح ونفسه زاهدة عن حطام الدنيا الفانية لذا فهو كما ذكرنا علم عظيم الشأن جليل البرهان عديم النظير خفي المأخذ عميق الاستنباط مركب الوضع متناهي الفهم له قوانين وقواعد وأصول وضوابط ما أعلاها وما أحلاها وما أحيلاها تنساب من أفواه العارفين فهو يا أهل الصدق ليس تخميناً وإنما واقع معاش لأهله كما انه ليس بعلم غيب لانه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى فلم يبقى إلا أنه من علوم الحكمة والإلهام . فيا أهل الحكمة عليكم أن تبذلوا في تحصيله النفس والنفيس قال تعالى : (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً ) .
ويقوم هذا العلم على طرح تساؤول وتحويل هذا التساؤل الى ارقام وحسابها بطريقة معينة لإستنباط المستقبل ومعرفة ما قد تؤول اليه الاحداث لاحقاً وقد اندثر هذا العلم وتأكل في عصرنا الحالي ، ولم يعد يهتم به الا القلائل.