هو احد السفاحيين الأمريكيين المثيرين للرعب والأكثر شهرة في القرن العشرين ، لا يمكن احصاء العدد الحقيقي لضحاياه ، لكنه اعترف بارتكاب ثلاثين جريمة قتل ، لكن الخبراء اجزموا بارتكابه ما يزيد على مائة جريمة قتل .
ولد تيد باندي في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر من عام 1946 وانتقل وهو في سن الرابعة من عمره للعيش مع اخته الكبيرة في واشنطن عند بعض الأقارب ، وبعد ذلك تزوجت اخته الكبرى من شاب يدعى (جوني باندي) وأنجبت منه اربعة اطفال ، وكان هؤولاء الاطفال عبء كبيرا على كاهل تيد .. وبداية لحياته المأساوية ، فكان تيد عندما يعود من مدرسته ، يقوم بدور الحاضنة والممرض واصبح هو المسؤول عن هؤولاء الابناء ، وقد حاول زوج اخته أن يعطيه الاحساس بأنه احد ابناءه الا انه قد فشل في ذلك تماماً.
لقد كان لتيد افكار استثنائية عن نفسه ، فقد اعتبر نفسه شخصا غير عادي بل اعتبر انه شخص مثالي للغاية ، وقد عرف عنه في مراهقته أنه إنسان خجول جداً ، ووسيم جداً مما عرضه لمضايقة زملائه بشكل مستمر، وقد حافظ تيد على معدله العالي في الثانوية وأثناء الدراسة الجامعية.
لقد كان لتيد اثناء الدراسة الجامعية شعبية كبيرة جداً بين زملائه واصدقائه ، وقد حافظ على اناقته ذلك بشهادة احد اصدقائه ، ولم يكن تيد يواعد الفتياة في اثناء دراسته الجامعية ، وقد انشغل أنذاك بالسياسة وممارسة الرياضة ، وقد قال تيد عن ذلك " لم نكن نتحدث كثيرا عن الأمور الشخصية ، وطبعا لم نتحدث بتاتا عن الجنس ، أو اي شيء من هذا القبيل ، فقد كانت أمي رهيبة عندما تتحدث عن الأمور الحميمة".
في العام 1969 تعرض تيد لصدمة عنيفة جداً ، عندما علم بأن التي كان يعرف أنها اخته هي في الحقيقة والدته ، وقد اقنعته بأنها اختها كونه إبن غير شرعي لها ، ولم ترغب في اثارة (جون) زوجها المخدوع كذلك .
بعد هذا الحدث تغيرت حيات (تيد) بالكامل ، فقد اصبح فظاً مع مع أخته (او بالاحرى والدته) فحسب بل اصبح فظا مع زوجها كذلك ، وقد اصبح الآخرون يعاملونه على أنه شخص حقير ووضيع .
تحولت شخصية (تيد) بعد هذا الحدث من شخص خجول ومنطوي على نفسه الى شخص مندفع ومتحمس ، وقد درس علم النفس في جامعة واشنطن وتفوق على اساتذته في كثير من الاحيان ووضع اسمه على لوحة الشرف ، تعرف في الكلية على (اليزابيث كيندال ) ، التي نشرت في وقت لاحق كتابا حول علاقته بتيد اسمه "حياتي مع تيد باندي" ، وقد عاشت معه خمسة سنوات تعمل كسكرتيرة له .
بدأت شخصية تيد تميل الى الاجرام في عام 1974 مع فتاة اسمها (ليند آن) ، وقد كانت هذه الفتاة فاتنة تتصف بطول القامة ، خرجت في احد الأيام للعشاء مع صديقاتها في حانة مشهورة لطلاب الجامعة ، وبعد ذلك قررت العودة الى منزلها لمشاهدة برامج التلفاز والحديث مع حبيبها ، كانت ليندا معتادة على الاستيقاظ الساعة الخامسة صباحاً ، على صوت المنبه لكن شريكتها فوجئت بأن المنبه استمر في الرنين ، فظنت صديقتها انها لم تستيقظ لكنها وجدت السرير مرتباً ، فظنت انها قد خرجت باكراً ونسيت المنبه.
وعند عودتها الى غرفتها فوجئت بهاتف من قبل احد زملاء (ليند) يستفسر عن عدم قدومها للعمل عند ذلك بدأ الشك يتسلل الى قلب زميلة (ليند) ، يا ترى اين اختفت (ليند)؟؟؟
قام والد (ليند) بالأتصال بالشرطة وبدأت التحقيقات في ذلك ، قامت الشرطة بفحص غرفة نومها بشكل جيد ، وقد كانت مرتبة بشكل جيد جداً وكما لم يسبق لها من قبل، وبالتدقيق الشديد تبين وجود بقعة من الدم فوق وسادتها وتحت غطاء السرير وعلى ملابس نومها ، كما كان باب غرفة نومها التي كانت تحرص على اقفاله مفتوحاً على غير العادة ، اعتقدت الشرطة في البداية ان (ليند) كانت ضحية لعملية قتل بسيطة غير مخطط لها ، وان القاتل قام بتعليق ملابسها بعد قتلها .
ولكن بعد فترة تبين بأن مقتل (ليند) جاء مشابه لمقتل العديد من الفتياة ، اللواتي يشتركن بمواصفات عامة مثل النحافة والبشرة البيضاء والعزوبية ، مما دعى الشرطة للشك بأن الفتياة ضحايا لجرائم منظمة وممنهجة .
في عام 1974 عثر على جثتين يعودان (لجانيت أوث ) و (دينيس ناسلود) ، بالقرب من بحيرة واشنطن ، كانت هذه البقايا للجثتين مكونة من خمسة عظام وجمجمتين ، في نفس العام عثر على جثث لعدة فتياة اخريات مثل ، (ميليسا سميث ) و (لورا ايمي) وغيرهن.
في نفس العام اصبحت تصرفات (تيد) توصف بالتهور الشديد ، حيث لم يصبح يهتم بالدليل كعادته ، حيث اقترب من فتاة عمرها ثمانية عشر عاماً واخبرها بأن احد الاشخاص يحاول تحطيم سيارتها وطلب منها مرافقته الى مواقف السيارات حتى تتأكد من الأمر.
لقد بدى الأمر كأن (تيد) يسيطر على الموقف وأنه احد رجال امن مركز التسوق هذا ، حيث اقترب برفقة الفتاة من سيارتها وبدى الأمر بالنسبة للفتاة عادياً ، ومع ذلك صمم تيد على تحرير محضر في الشرطة بالواقعة وطلب من الفتاة مرافقته للمركز الأمني لذلك .
وقد وافقت الفتاة على ذلك لكنها حين ركبت معه في سيارة (الفوكس) الخاصة (بتيد) بدأ الشك يساورها حيال نوايا (تيد) فطلبت منه ان يريها إثبات شخصيته وأنه رجل أمن كما يدعي ، وبالفعل قام تيد بإظهار شارته الذهبية ، وبدأ يمشي مسرعاً في عكس اتجاه المركز الأمني .
وبعد ذلك وقف في مكان خال من المارة قد اختاره بعناية ووضع الاصفاد في يدي (كارول) واخرج عصا غليظة لقتلها بها لكن (كارول) قامت بتوجيه لكمه قوية له بكلتا يديها وخرجت من السيارة وحاولت الهرب بعيداً ، وبالفعل فقد كانت اول ضحايا (تيد) التي تنجح بالهرب ، وقد توجهت الى الشرطة واخبرتهم بذلك ، لكنهم لم ينجحوا في الايقاع به ، وفي تلك الاثناء تم العثور على خمسة جثث اخرى في (كولورادو).
في السادس من اغسطس للعام 1975 بينما كان الضابط (بوب هايوورد) في فترة عمله ، لاحظ مرور سيارة تيد) حيث أنه كان يعرف جميع السيارات التي تمر من منطقة عمله وقام بملاحقة السيارة حتى توقفت في محطة للوقود ، فطلب الضابط اوراق تسجيل السيارة التي كانت مسجلة بإسم (ثيودور روبرت باندي )، وقام على الفور بتفتيش السيارة فوجد فيها (اصفاد ، ملقط ثلج ، عتلة ، قناع للتزلج ، حبل ، اسلاك) ، وقام بالقبض عليه للإشتباه به في جريمة السطو.
وقد بدأ التحقيق معه والربط بين الادوات التي كانت بحوزته ونوع سيارته وقضية (كارول دارونتش) وفي الثاني من اكتوبر عام 1975 عرض (تيد) مع سبعة رجال اخرين على (كارول) فتعرفت عليه على الفور، لكن الشرطة عجزت عن اثبات قتله لجميع الضحايا.
وفي جلسة المحكة التي عقدت في الثالث والعشرين من فبراير 1976 بتهمة الاختطاف لكارول) بدا على (تيد) الارتياح والطمائنية فقد أمن بأنه لا يوجد اي دليل قوي يدينه ، انكر تيد معرفته بالمجني عليها ، وبعد يومين صدر حكم المحكمة بإدانة (تيد) بجرم الاختطاف وتشكيل خطر على حياة المجني عليها ، وحكم عليه بالسجن مدة خمسة عشر عاماً.
وفي اثناء سجن (تيد باندي) خضع للتقييم العصبي والنفسي فتبين انه لا يعاني من اي مرض نفسي او عصبي ، او ادمان على المخدرات او الكحول او غيرها ، ولا يعاني من اي مرض او انحراف جنسي ، واثناء حبس (تيد) استمرت التحقيقات معه ، وفي هذه الاثناء عثر رجال التحقيقات (FBI) على شعيرات تعود لكل من (مليسا)و(كارين) في سيارة تيد وعلى عتلته.
في عام 1977 وعند محاكمة ( تيد ) في جريمة قتل (كارين) قام بفصل محاميه وطلب ان يتولى هو مهمة الدفاع عن نفسه .
وقد سمحت في 14 نوفمبر 1977 له المحكمة بالذهاب الى المكتبة لكي يقوم بالبحث وإعداد الدفاع عن نفسه لكنه قفز من سيارة الشرطة وهرب ، وبعد ذلك قامت الشرطة بتطويق المدينة ومحاصرتها ، والقت القبض عليه بعد ثلاثة ايام من هربه .
لكنه لم يستسلم فبعد سبعة اشهر من ذلك قام (تيد) بالهرب مجددا حيث قام بالزحف اسفل زنزانته واختبئ في خزانات ملابس المساجين وبعد ان تأكد من خلو المكان خرج من السجن وهرب الى فلوريدا ! ولم يعرف خبر هربه الا بعد 15 ساعة .
وعاد (تيد) لنشاطه الإجرامي كالسابق حيث قام بقتل كل من ( ليزا ليفي) و (مرغريت بومان ) بعد الاعتداء عليهن جنسياً ، وبعد الحادثة الثانية تم القبض عليه مباشرة من جديد .
في يناير من عام 1980 تمت محاكمة (تيد ) من جديد وطلب حق الدفاع عن نفسه ، لكنه فشل في ذلك وقام كل من المحاميان (جوليس افريكانوا) و (لين ثومبسون) ، حيث حاول المحاميان اثبات جنون (تيد) لكن ذلك لم يفلح .
وقام بتوكيل فريق كامل من المحامين في محاولة للنجاة من حكم الإعدام ، لكن بعد صدور حكم الإعدام بدأ تيد بالاعتراف بجرائمه ، وقال إنه يحتفظ بعدد كبير من الجماجم في منزله كتذكار ، وانه ينجذب لجثث ضحاياه وانه يحب هذه الجثث.
في الرابع والعشرين من يناير عام 1989 نفذ حكم الإعدام (بتيد) صاحب اكبر عدد من الضحايا ، والذي أرعب اسمه اميركا بأسرها والذي عرف بأوساط الشرطة بالرجل الوحش.
في يناير من عام 1980 تمت محاكمة (تيد ) من جديد وطلب حق الدفاع عن نفسه ، لكنه فشل في ذلك وقام كل من المحاميان (جوليس افريكانوا) و (لين ثومبسون) ، حيث حاول المحاميان اثبات جنون (تيد) لكن ذلك لم يفلح .
صورة حقيقية لتيد قبيل تنفيذ حكم اعدامه بأيام |
في الرابع والعشرين من يناير عام 1989 نفذ حكم الإعدام (بتيد) صاحب اكبر عدد من الضحايا ، والذي أرعب اسمه اميركا بأسرها والذي عرف بأوساط الشرطة بالرجل الوحش.