تعتبر قصة ريا وسكينة من أندر قصص القاتلين التسلسليين في الوطن العربي ، ريا وسكينة شقيقتين عاشتا في الإسكندرية بعد نزوحهما من الصعيد الجواني الى بني سويف وبالنهاية استقرتا في الاسكندرية ، وتتعتبر قصتهم من التراث الكلاسيكي ، ووالتي تمثلت بوجود عصابة لخطف وقتل النساء وسرقة مجوهراتهم في الاسكندرية ، وتتكون هذه العصابة من ريا وزوجها حسب الله مرعي واختها سكينة التي كانت بائعة هوى قبل احرتافها القتل ، وزوجها محمد عبد العال ، بالاضافة الى شخصين اخرين وهما عرابي حسان وعبد الرزاق يوسف.
وتبدأ القصة ببعض البلاغات التي وردت الى قسم اللبان في الاسكندرية عن اختفاء مجموعة من النسوة دون معرفة سبب اختفائهم في الفترة الواقعة بين يناير ونوفيمبر 1920 ، إلا ان جميع النسوة المختفياة من سكان حي المنشية وتحديداً قد كان اخر ظهور لهن في سوق زنقة الستات في الإسكندرية ، لكن التحقيقات المطولة لم تفضي الى الفاعل الحقيقي لهذه الجرائم وقد وصلت التحقيقات الى طريق مسدود لعدم وجود اي دليل على السبب الحقيق لإختفاء السيدات.
وقد اكتشف أمر ريا وسكينة وعصابتهما مصدافة وبطريق غير مباشر ، فقد قامت سكينة بتأجير منزل يعود لها في حارة (ماكوريس) بجوار قسم اللبان لأحد المواطنين ، وعند قيامه بإجراء بعض الاصلاحات في منزله اكتشف وجود جثة لإمرأة مقتولة ومدفونة في قبو المنزل ، وعند إبلاغه للشرطة والقيام بالبحث والتحري داخل المنزل تم اكتشاف جثتين اخريين مدفونتان في قبو المنزل.
وقد قامت الشرطة بحفر غرفة اخرى لسكينة في حارة النجاة في منطقة قريبة من قسم شرطة اللبان كذلك ، وبعض القيام بالحفر والبحث وجدت الشرطة جثة اخرى مدفونة اسفل غرفتها ، وقامت الشرطة بعد ذلك بتفتيش منازل ريا اختها وزوجها عبد العال حيث ارتفع العدد الى سبعة عشر جثة وهن عدد جثث النسوة المختفيات من المنطقة.
وبعد استجواب النيابة العامة لكل من ريا وسكينة اعترفن بأنهن كانو يستدرجون النساء الى تلك البيوت التي عثر فيها على جثثهن بدعوى مقابلة تلك النساء لرجال ، وبعد ذلك يتم قتلهن وسرقة مصاغهن الذهبي واشيائهم الثمينة ، ويتم القتل من خلال كتم انفاس الضحية من قبل احد افراد العصابة والامساك بيديها وارجلها من قبل اخرين حتى تموت الضحية ويتم دفنها في المنزل الذي استدرجت اليها.
وقد انتهت هذه القصة الرهيبة بإعدام جميع افراد العصابة بالاضافة الى ريا وسكينة في 21-22 ديسمبر لعام 1921 ، وهما اول امرأتين يتم اعدامهم في التاريخ المصري الحديث ، ورغم انتهاء هذه القصة الفظيعة إلا انها لا تزال حية في التراث المصري والذاكرة الشعبية المصرية ، وقد اصبح اسم ريا وسكينة يثير الرعب في قلوب النساء.