ان ما يطلق عليه استحضار الارواح هو محاولة بعض الاشخاص الاتصال بأرواح اشخاص فارقوا الحياة بوسائل مختلفة ، ويفترض في هذا الحالة ان التواصل يتم مع الموتى الموجودين في العالم الاخر من خلال هذه الوسائل ، وتختلف طرق تحضير الارواح من مجتمع الى اخر ففي المجتمعات الاسلامية يتم استحضار الارواح بواسطة القران وفي مجتمعات اخرى يتم ذلك من خلال ترانيم وطلاسم لا معنى لها.

ويعتبر هذا العلم الذي يتم بواسطته الارتباط بالموتى عن طريق استحضار أرواحهم من عالمها ، فتظهر أمام المستحضر وتُحدّثه وتُثبت له بكلّ وضوح أنها روح فلان ، وتجيب على أكثر الأسئلة التي توجه إليها بعقلٍ وحكمة إلى الحدّ الذي استعان بعض العلماء بالأرواح في حلّ ما يجهلونه من مسائل معقدة ، كما تجيب الروح عندما تُسأل عن حالها ومصيرها بعد الموت وماهي فيه من نعيم أو جحيم.


وأثارت هذه الظاهرة دهشة كثير من علماء الطبيعة والطب والفلاسفة وغيرهم من كافة أرجاء المعمورة ، فتواصلت دراساتهم العلمية متلاحقةً ، وأوقفتهم على قضايا مثيرة للانتباه فيما يتعلق بعالم الروح وبقائها وحضورها بعد الموت عن طريق التحقيقات العلمية القائمة على البحث والتجربة والدراسات المستفيضة ، فأقروا هذا العلم ، واعترفوا بخوارق مشاهداته بعد أن قام لهم الدليل الذي لا يتطرق إليه الشك والبرهان الذي يستحيل دحضه.


كما اُخضعت تلك الدراسات للرقابة العلمية حيث تأسست جمعية في بريطانيا وأمريكا برئاسة الاستاذ هيزلوب عن أمريكا ، والدكتور هودسن عن بريطانيا ، واستمرت تلك الجمعية بالفحص والبحث نحواً من اثني عشر عاماً ، ثمّ أعلنت سنة ١٨٩٩ م أنّها قد اقتنعت بصحة تلك التحقيقات وبكون نتائجها هي من فعل أرواح الموتى.

 وما يقوم به المشعوذون هو استحضار جان و ليس روح من توفي لأن أرواح المتوفيين ما إن تغادر الجسد لكي تذهب إلا البرزخ . و الدليل على كذب ذلك الإدعاء ان تحضير الأرواح يتم بطرق مختلفة من مجتمع لأخر بعضهم بآيات من القرآن و بعضهم بترانيم ليس لها معنى و بعضهم يستعمل أجزاء من جسم أو ادوات المتوفي .

 و قد تكلم الإمام ابن تيميه في ذلك الموضوع لما انتشر منه في عصره و أكد كذب ذلك الإدعاء، و أقتبس من كتاب الإيمان بالملائكه للكاتب أحمد عز الدين البيانوني:"لقد شغل استحضار الأرواح المزعوم أفكار الناس في الشرق و الغرب فكتبت فيه المقالات بلغات مختلفات نشرت في مجلات عربية و غير عربية و ألفت فيه مؤلفات و بحث فيه باحثون و جربه مجربون اهتدى بعد ذلك العقلاء منهم إلى أنه كذب و بهتان و دعوة إلى كفر و طغيان.


وتفرّغ كثير من العلماء الماديين من مختلف بلدان العالم للبحث في هذا المضمار ، فاستنتجوا من مجموع التجارب التي أجروها أن للانسان قوة روحية مجردة عن صفات المادة ، ولا تفنى بموت الجسد ، تستطيع التحرك بنشاط وحيوية دون حاجة إلى الجسم الترابي ، فاعتقدوا بخلود الروح بعد أن كانوا جاحدين لها ، ومن هؤلاء : آلفرد روسل دلاس ، والاستاذ كروكس رئيس الجمعية العلمية الملكية البريطانية ، والسير أوليفر لودج عالم الطبيعة ورئيس جامعة برمنجهام ، والدكتور البريطاني جورج سكستون ، والدكتور شامبير ، والدكتور جيمس جللي ، والاستاذ الأمريكي هيزلوب ، والاستاذ البريطاني هودسن ، والفلكي المشهور كاميل فلامريون ، والفيلسوف البريطاني سيرجون كوكس ، والاستاذ الجيولوجي باركس ، وغيرهم كثير ، ولا تزال جهود العلماء تتواصل إلى اليوم لتسجل الحقائق تلو الحقائق عن عالم الروح.