أدب الرعب (horror fiction) هو نوع خاص جدا من الأدب يكون الهدف من خلاله إثارة الرعب والخوف في نفس المتلقي سواءاً قراءة او مشاهدة ، ويكون ذلك ايضا من خلال مجموعة من الاحداث المتشابكة او المتتالية .

في الحقيقة لا احد يخمن تاريخ انطلاق هذا النوع من الادب ، لكن أغلب الباحثين يعتقدون أنه قد بدأ منذ زمن بعيد جدا فقد اكتشف الإنسان منذ القدم الشعور بالخوف ويعتقد أن الأساطير القديمة هي الدليل على ذلك فقد كانت تحتوي على قصص تهدف إلى إثارة الخوف لدى المستمع أو القارئ. ويتفق الباحثون على أن هذا النوع من الأدب لم يتخذ شكله الحالي إلا مع بداية ظهور روايات الرعب القوطي الشهيرة والتي تحكي القصص في أجواء مرعبة قديمة مثل حوت القلاع والبرق وأضواء الشموع وقد حاز هذا النوع من القصص شعبية واسعة في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر على يد كل من (آن رادكليف) التي كتبت قصة (mysteries of udolpho) و(هوريس وبليس) صاحب رواية (the castle of oranto).

لكن الباحث حول هذا النوع من الأداب يجب عليه العودة بالتاريخ من عهد الظلمات في القرنين الثالث عشر والرابع عشر والأهوال التي سادت تلك المرحلة، وأبرزها محاكم التفتيش التي كانت تطارد المتمردين وتحرق السحرة المتهمين وهم أحياء أمام العامة، والملهاة الإلهية لدانتي أليغييري (1265 ؟ 1321) التي تعتبر من روائع الأدب الإيطالي والعالمي، والتي يصف فيها الشاعر ظاهريا رحلته إلى الجحيم والفردوس، لكنه في العمق يتحدث عن ملحمة رحلة الروح باتجاه خالقها، ليعيش القارئ في رحلة دانتي إلى الجحيم، حالة من الرعب والفزع لما يواجه الشاعر من أهوال وفظائع بشرية.


في القرن الخامس عشر، ظهرت قصة فلاديسلاف باساراب حاكم والاشيا وهي مقاطعة في ترانسلفانيا برومانيا، الذي أخذ عن أبيه لقب (دراكولا) أي ابن التنين، لكنه اكتسب لنفسه لقب (المخوزق) لتفضيله هذه الطريقة في تنفيذ حكم الإعدام، وقد سبقته شهرته كسفاح وحشي حيث قيل أنه قتل من البشر ما يتجاوز 40 ألف إنسان.

وفي نفس القرن، لوحات الفنان الهولندي هيرونيموس بوش (1450 ؟ 1516) الذي رسم فيها كوابيس استلهمها من جحيم الآخرة واشهرها (حديقة متع الدنيا)، وكذلك الطبعة الأولى من رسمة (رقصة الموت) للفنان الفرنسي غويو مارشانت (1483 ـ 1505)، والنص الأدبي (مطرقة الساحرات) الذي كتبه المحققون الألمان الثلاثة هنريك إينستيتوريس وهنري كرامر وجاكوب سبرينغر. ويلخص كتابهم الذي وزع على كافة بلدان أوروبا أسس أفكار السحر الذي انتشر، والذي كان القاعدة التي انطلقت منها محاكم التفتيش في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث عذب وقتل آلاف البشر.

أما مرجع الكتاّب في القرن السادس عشر، فتمثل بكل من الأعمال الفنية للألماني هانس هولبين الأصغر (1498 ؟ 1543) الذي صور في رسوماته المطبوعة عذابات الموت، إلى جانب المسرحيات التراجيدية التي عمت مسارح بريطانيا منها مسرحية (التراجيديا الاسبانية) لتوماس كيدس (1558 ؟ 1594) ويتناول فيها موضوع الانتقام، وهي مسرحية ضمن مسرحية، حيث يتم السعي لوقف قاتل وشبح عاد للإنتقام بعد مقتله خلال الحرب بين البرتغال واسبانيا. وقد استلهم كبار الأدباء العديد من موضوعات أعمالهم من تلك المسرحية مثل وليام شكسبير وكريستوفر مارلو.

ومن ألمانيا الأسطورة التي جمعت بين السيرة الذاتية وأدب الخيال لجوهانس فوستوس، الساحر والخيميائي الذي بلغ حد الجنون وباع روحه للشيطان لقاء اكتساب المعرفة، والتي استلهم منها الأديب الألماني يوهان غوته (1749 ـ 1832)، مسرحيته (فاوست) التي اعتبرت من روائع الأدب الألماني.

بالانتقال إلى القرن السابع عشر، نجد الملحمة الشعرية (الفردوس المفقود) للشاعر البريطاني جون ميلتون (1608 ـ 1674) والتي يتحدث فيها عن هبوط الإنسان من الفردوس إلى الأرض، ويصف فيها الصراع مع غريمة الشيطان، إلى جانب الأهوال التي مارستها محاكم التفتيش ضد المتهمين بالهرطقة وأشهرها محاكم سالم وماساشوستس.