التخميس ورش الملح خوفًا من السحر: بين الموروث الشعبي والرؤية الشرعية

 في المجتمعات العربية، تتوارث الأجيال طقوسًا وممارسات تهدف إلى الحماية من السحر والحسد، من أبرزها رش الملح والتخميس. ورغم أن هذه العادات تحمل طابعًا تراثيًا، إلا أن الجدل لا يزال قائمًا حول مشروعيتها وفعاليتها. فهل هي مجرد رموز ثقافية؟ أم أنها تدخل في باب الشعوذة؟ هذه المقالة تستعرض الجذور، الاستخدامات، والموقف الشرعي من هذه الظواهر.

التخميس ورش الملح خوفًا من السحر: بين الموروث الشعبي والرؤية الشرعية
التخميس ورش الملح خوفًا من السحر: بين الموروث الشعبي والرؤية الشرعية

في الحقيقة إن هذه العادات موجودة بكثافة في مجتمعنا العربي حيث تقوم النساء والرجال بفرد كف اليد والاصابع الخمسة في وجه الشخص ظناً بأن هذا يمنع الحسد، ويطلق على هذا الأمر مجموعة من التسميات مثل "الخمسة والخميسة" ويرتبط هذا بالعدد خمسة ومضاعفاته، أو أي كلمة مرتبطة به.

التخميس (خمسة وخميسة)

في كثير من المجتمعات العربية، تنتشر عبارات مثل "خمسة وخميسة" أو "الخمسة في عينك"، وتُرافقها حركة رفع اليد مفرودة الأصابع في وجه من يُعتقد أنه حسود. هذه الحركة تُعرف شعبيًا باسم "التخميس"، وتُستخدم كوسيلة رمزية لطرد الحسد أو دفع العين. لكن ما أصل هذه العادة؟ وهل لها جذور دينية؟ وهل يُعد استخدامها مشروعًا أم يدخل في باب البدع؟ هذه المقالة تستعرض الجذور الثقافية والشرعية لهذه الظاهرة.

 أولًا: ما هو التخميس؟

🔍 التعريف الشعبي:
التخميس هو حركة رفع اليد اليمنى مفرودة الأصابع الخمسة في وجه شخص يُعتقد أنه يُحسد الآخرين، وغالبًا ما تُرافقها عبارة مثل:
  1. "خمسة وخميسة"
  2. "الخمسة في عينك"
  3. "خموسة تحرق عينك"
🧠 الاعتقاد الشعبي:
  1. يُعتقد أن هذه الحركة تلفت نظر الحاسد وتُشتت تركيزه، فتمنع تأثير العين.
  2. تُستخدم كـ"تميمة بشرية" بديلة عن الخرزة الزرقاء أو الكف المعدنية.
  3. تُمارس في لحظات التفاخر أو الخوف من الحسد، خاصة عند عرض طفل جميل أو سيارة جديدة.

 ثانيًا: الجذور الثقافية والتاريخية

 رمز الكف في التراث:
  • في مصر والمغرب وتونس، تُستخدم تميمة على شكل كف تُسمى "خمسة وخميسة"، تُصنع من الفضة أو النحاس، وتُعلق على المنازل أو الأطفال.
  • يُعتقد أن الكف ترمز إلى الحماية والقوة، وقد تكون مستوحاة من رموز قديمة مثل "يد فاطمة" أو "يد مريم" في التراث الأندلسي والمغاربي.
📚 التفسير الشعبي:
بحسب أحمد أمين في قاموس العادات والتقاليد المصرية:
"خمسة وخميسة: عبارة عن كف فيها خمسة أصابع، تُصنع عادة من عاج أو فضة أو نحاس، ويزعمون أنها تستلفت النظر فتقع عين الحسود عليها، فلا يؤذي الشيء الذي وُضعت عليه."

 ثالثًا: الرأي الشرعي في التخميس

🧕 الفتاوى الشرعية:

  1. بحسب فتوى من موقع إسلام ويب، فإن استخدام عبارة "خمسة وخميسة" أو حركة التخميس:
  2. إذا اعتُقد أن الكف أو الحركة تدفع الضرر بذاتها، فهذا يُعد شركًا أكبر.
  3. وإذا اعتُقد أنها سبب فقط، والله هو النافع الضار، فهذا شرك أصغر لأنه لا أصل له في الشرع.
  4. يُعد استخدام هذه الحركة بديلًا غير مشروع عن الرقية الشرعية أو الدعاء.

🗣️ رأي العلماء:

  • الدكتور مبروك عطية: "خمسة وخميسة لا تمنع حسد وحرام نعملها."
  • الشيخ إبراهيم الظافري: "هذه إشارات لا وجود لها في الشرع، والواجب قراءة المعوذتين وآية الكرسي."

ما هو الاعتقاد في التخميس:

يعتقد البعض انه في حال قيامهم بذبح اضحية ووضع يدهم بدمها بعد الذبح ثم الطبع باليد على الحائط ونشر الدماء على الحائط، وأن هذا الفعل يأتي بالرزق والبركة والخير على من يقوم به، كما أن هذا الفعل يزيل الحسد والعيون الشريرة المحيطة بالانسان، فالتخيس يزيل السحر والعيون.

هل للتخميس علاقة بالسحر:

يزعم العديد ممن يقومون بهذه العادة أن التخميس له علاقة بطقوس السحر التي تؤمن بأن لكل عدد ولك حرف من الأحرف خصائص ودلالات، فالعدد خمسة وكف اليد التي تحتوي على خمس اصابع تحتوي على ذبذبات طاقة الدفاع التي تمنع الأذى عن جسم الانسان، او ما يخصه إذا ما دفعت في وجه الحاسد.

رش الملح:

يقال ان هذه العادة بدأت حيث تبنى النساء القصص والحكايات الكثيرة عند رؤيتهن للماء أو الزيت المسكوب أمام بيوتهن، حيث يعتقد أن من يقوم بوضع هذه المواد هم أشخاص يضعون اعمال سحرية امام منازلهن من اجل تحقيق الاذية لهن ولأولادهن من خلال الاعمال السحرية.

كما يعتقد ان رش الملح فوق تلك الأعمال يؤدي لفسادها، فيقوم المسحور أو المعمول له عمل برش الملح على العمل ويبطل مفعوله، كما أن البعض يقوم بحمل الملح في جيبه او يقوم بالاستحمام بالملح بهدف إبطال أي اعمال سحرية موجودة على جسم الانسان او في ملابسه.

 أولًا: ما هو رش الملح؟

رش الملح هو عادة شعبية تتمثل في نثر الملح في أماكن معينة داخل أو حول المنزل، أو في مواقع يُعتقد أنها تعرضت للحسد أو السحر. يُستخدم الملح أحيانًا مع الماء أو البخور، ويُعتقد أنه يطرد الطاقات السلبية أو الجن.

 ثانيًا: الاستخدامات الشعبية لرش الملح

  1. بحسب التراث الأردني والفلسطيني والمغاربي، يُستخدم الملح في عدة مناسبات:
  2. عند سقوط شخص على الأرض، يُرش الملح على مكان الوقوع ويُقال "بسم الله الرحمن الرحيم" لطرد الجن أو الحسد.
  3. بعد الزواج أو الولادة، يُرش الملح في زوايا البيت لتحصينه من العين.
  4. يُخلط مع الحرمل والبخور لتبخير المنزل.
  5. يُستخدم في غسل الأرض أو الجدران بماء مالح لطرد السحر.
  6. يُرش على عتبة المنزل أو في زوايا الغرف عند الشعور بالطاقة السلبية.
  7. تقول إحدى السيدات من الكرك: "إذا طاح الشخص بِتْجِيب مِلح وترشُه على نفس المكان عَشان ما يصير فيه إشي أو يمسُّه سوء"

 ثالثًا: الجذور الثقافية والتاريخية

  • الملح كان وما زال عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية، وله مكانة خاصة في التراث العربي:
  • يُستخدم في حفظ الطعام، مثل الفسيخ والجبن واللحوم المجففة.
  • يُعتبر رمزًا للنقاء والطهارة، ويُقال "فلان ملح المجلس" أي زينته.
  • العرب كانوا يحلفون بالملح والنار، مما يدل على تعظيمهم له.
  • في بعض القرى الفلسطينية، كان يُعتقد أن من يُسقط الملح على الأرض يجب أن يلتقطه فورًا، وإلا "يعاقب يوم القيامة بالتقاطه عن صخور جهنم بأهداب العيون".
خاتمة:
في النهاية إن عادتي رش الملح والتخميس هي من العادات المنتشرة بشدة في الوطن العربي خاصة في بلاد الشام ومصر، وإن هذه العادات تمنع الارواح الشريرة من الاقتراب من الإنسان، كما يمكن للملح أن يفسد الأعمال الشيطانية والأسحار المنتشرة في اي مكان من الأماكن سواء على جسم الانسان او على مداخل المنزل او في اروقته.

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق