الحياة داخل الأرض: نظرية الأرض المجوفة

 في الواقع إن هنالك نظرية تسمى "نظرية الأرض المجوفة"، قد يكون ما ستسمعه هنا اغرب ما يمكن سماعه في عصرنا الحديث، فكما نعلم إن الأرض هي كرة كبيرة عائمة وهائمة في فضاء فسيح، وقد شبهها البعض ممن يتبنون هذه النظرية بكرة القدم التي تحتوي على غلاف خارجي قاسي ولكنها من الداخل فارغة، بحيث يمكن للمخلوقات العيش بداخلها.

الحياة داخل الأرض: نظرية الأرض المجوفة
الحياة داخل الأرض: نظرية الأرض المجوفة

وقد ربط انصار هذه النظرية خاصة من المسلمين بين هذه النظرية والأراضي السبع المذكورة في القرأن الكريم، ويؤكد الباحثين من غير المسلمين في علم الكون أن وجود الشفق القطبي ناتج عن وجود هذا العالم الأخر في تجويف الأرض.

أسس نظرية الأرض المجوفة:

إن افتراض وجود عالم سفلي في جوف الأرض يتطلب وجود بوابات لهذا العالم يتم الدخول والخروج من خلالها، كما تربط هذه البوابات بين العوالم المختلفة، ويعتبر القطبين من أهم بوابات العالم السفلي، وإن كان القطبين هما البوابات الرئيسية إلا أن الشقوق والصدوع الكبيرة في الكرة الأرضية قد تكون من البوابات والمداخل السرية والثانوية التي تتيح الدخول والخروج للعالم السفلي، كما ان التجويف قد يكون كاملا او جزئياً وهذا امر غير معروف.

وقد تواجه هذه النظرية تعارضا مع العلم الحديث خاصة الجاذبية التي تمتلكها الكرة الأرضية بالقياس مع الكواكب المجوفة من الداخل، كما تتعارض مع تجارب الموجات الزلزالية التي يمكنها ان تحدد ما اذا كان التجويف الداخلي للأرض فارغ أم لا.

نظرية تجويف الكرة الأرضية في الاعتقاد الشعبي:

في الحقيقة تناقضت هذه النظرية مع العلم الحديث بشكل كبير بل إنها لاقت رفض كبير من بدايات القرن الثامن عشر، ولكن هذا المفهوم موجود بين الاوساط الشعبية التي تؤمن بالمخلوقات السفلية، وتندرج ضمن العلوم الزائفة.

ويعتبر البريطاني "إدموند هالي" مكتشف مذنب "هالي"، حيث قال ان هنالك ثلاث طبقات لكوكب الأرض، ومن العلماء القدماء الذين يؤمنون بهذا الأمر "اسحق نيوتن" مكتشف الجاذبية ، لكن هذه النظرية لم تلقى الرضى في وقتنا الحاضر، خاصة بعد التطور العلمي الكبير في عصرنا الحاضر، خاصة لدى علماء الجيولوجيا.

وجود فتحة ارضية ضخمة في سيبيريا

في عام (2016) تم اكتشاف فتحة ارضية ضخمة لا تظهر نهايتها في شمال سيبيريا وتحديدا في شبه جزيرة "يامال"، وقد اثار وجود هذه الفتحة الضخمة جدلا واسعا حول سبب وجودها وطريقة تكونها، وقد قدر البعض عمق هذه الفتحة بخمس وسبعون مترا وبعرض خمسون متر بشكل بيضاوي اهليجي.

فقد حلل الجيولوجيون سبب تكونها بسقوط مذنب على تلك المنطقة مما تسبب بهذه الفتحة العظيمة، او حدوث نشاط بركاني قوي في تلك المنطقة، او حدوث انفجارات للغاز المتكون في باطن الأرض مما احدث تلك الفتحة الضخمة.

تحليل تلك الفتحة الضخمة في سيبيريا:

قامت حكومة "يامال" بتصوير الفتحة عن طريق الطائرات المسيرة، كما تم استخدام احد الأقمار الاصطناعية الروسية في عملية استكشاف هذه الفتحة العظيمة في الأرض، ولاحقا تم انزال انسان في داخل هذه الفتحة من اجل المعاينة ومعرفة طبيعتها وإلى أين تؤدي.

وبعد تلك المعاينة تم اكتشاف ان 70% من جدران هذه الفتحة تتكون من الجليد الذي ينصهر في فترة الصيف، ومع هذا الإنصهار تتجمع المياه في جوف تلك الحفر ة ومن ثم يصعب الدخول في جوف تلك المياه لرؤية إلى أين تؤدي تلك المياه في جوف الحفرة، كما أظهرت بعض الصور أن اسباب تكون تلك الحفرة داخلي وليس خارجي.

هل هنالك طريق يؤدي إلى مركز الكرة الأرضية؟

في الحقيقة ظهرت اشاعات في عام (2016) أن وكالة ناسا الفضائية تخفي حفرة عميقة تؤدي في نهايتها إلى مركز الكرة الارضية، ومما يدلل على هذا الأمر ان جميع الصور الجيولوجية للأرض تحتوي على علامات سوداء غير مفهومة تخفي تلك المناطق خاصة في القطب الشمالي من الكرة الأرضية.

وفي عام (2016) تم نشر مقال بعنوان "ما اخفته ناسا هذا العام" وقد جاء في هذا المقال ما يلي" بصفتها الوكالة الفيدرالية في طليعة استكشاف الفضاء الخارجي، فإن وكالة ناسا تنتهي بكونها الباب الأمامي لجميع انواع المؤامرات الفضائية. ما الذي تخفيه وكالة ناسا في القطب الشمالي؟ عملت ناسا في عام 2016 على التستر على العالم الغريب داخل القطب الشمالي، وهناك تعتيم على مشاهد القضائيين على متن محطة الفضاء الدولية.

تحاول ناسا وحكومات العالم إخفاء حقيقة أن هناك شيئاً ما في قطبينا الشمالي والجنوبي، ففي الفيديو الأول المتلقط بالاقمار الصناعية يبدوا ن ما يختبئون به هو مدخلا ضخم أو حفرة إلى باطن الأرض.

تظهر صور الاقمار الصناعية المبكرة بوضوح"حفرة عملاقة " في القطب الشمالي، وقد استمر الفيديو الذي تبلغ مدته 13 دقيقة (2.3 مشاهدة) في عرض عدد من الصور القديمة" وهذا الأمر يدعم نظرية الارض المجوفة.

إن كانت الأرض مجوفة، من يعيش بداخلها؟

في الواقع إن هنالك مجموعة من الاقوال في هذا، فيرى البعض ان هنالك عالم كامل في باطن الأرض يحتوي على اقوام من الإنس والجن ولكن يستحيل عليهم الدخول والخروج من باطن الأرض إلا بإذن إلهي.

ومنهم من استدل على هذا بقصة يأجوج ومأجوج التي ورد ذكرها في القرأن الكريم حيث أن هؤولاء قد حبسوا في مكان ما في الكرة الأرضية وغير معلوم،حيث بنى ذي القرنين سدا عظيما يعزلهم عن عالمنا هذا نظراً لما كان يعرف عنهم من فساد وإفساد في الأرض، وهم لا يستطيعون الخروج من باطن الأرض دون مساعدة ممن هم على سطحها.

وتعتبر قصة يأجوج ومأجوج من ابرز القصص في القرأن الكريم واهم الوقائع في التراث الإسلامي والتي ترتبط بعلامات يوم القيامة الكبرى، والتي تقتضي أن يخرج القوم من باطن الأرض أو من وراء السد العظيم الذي انشأه ذو القرنين.

والمثير للدهشة بأن قوم يأجوج ومأجوج متواجدون خلف هذا السد بأعداد ضخمة وصفات جسدية مختلفة عن البشر فوق سطح الأرض حيث أنهم يعتبرون ذوي خصائص جسمانية غريبة تساعدهم على التكيف مع البيئة التي يعيشون فيها.

هل يأجوج ومأجوج هم سكان باطن الأرض؟

قصة يأجوج ومأجوج وردت في القرآن الكريم ضمن سياق قصة ذي القرنين، وهي من أكثر القصص إثارة للجدل والتأويل، خصوصًا عند محاولة تفسيرها من الناحية العلمية. وفقًا للنص القرآني، يأجوج ومأجوج قوم مفسدون في الأرض، وقد بنى ذو القرنين سدًا عظيمًا لمنعهم من الإغارة على الشعوب المجاورة. لكن من منظور علمي، هناك عدة قراءات رمزية وتاريخية لهذه القصة:

التفسير العلمي والجيولوجي المحتمل

السد المذكور قد يكون إشارة إلى بناء هندسي حقيقي، مثل السدود الحجرية أو الحصون التي كانت تُستخدم لصد الغزوات، وهناك من يربط ذلك بسدود في منطقة القوقاز أو آسيا الوسطى.

يأجوج ومأجوج قد يُمثلان قبائل بدوية أو شعوب مهاجرة كانت تهاجم الحضارات المستقرة، مثل قبائل المغول أو الهون، الذين عُرفوا بوحشيتهم في التاريخ.

بعض الباحثين يربطونهم بـ"القبائل الشمالية" التي كانت تهدد الإمبراطوريات القديمة، ويعتبرون القصة رمزًا للصراع بين الحضارة والهمجية.

التفسير الجغرافي والأنثروبولوجي

هناك نظريات تربط يأجوج ومأجوج بمناطق نائية في سيبيريا أو منغوليا، حيث كانت تعيش شعوب منعزلة عن العالم، وقد تكون هذه العزلة مصدرًا للأسطورة.

من الناحية الأنثروبولوجية، يُمكن اعتبارهم رمزًا للشعوب التي لم تدخل في منظومة الحضارة، مما جعلهم يُصوَّرون كخطر دائم على النظام الاجتماعي.

⚠️ ملاحظة مهمة

رغم هذه التفسيرات، تبقى القصة في أصلها غيبية، ولا يمكن إخضاعها بالكامل للمنهج العلمي التجريبي. لكن محاولة فهمها في سياق التاريخ والجغرافيا يُثري النقاش ويُظهر كيف تتداخل الأسطورة مع الواقع.

خاتمة:

إن العلم الحديث يناقض نظريات الارض المجوفة ووجود العالم السفلي لكن من الناحية الغيبية والاعتقاد الاسلامي فإن لهذه القصة بعض الاسانيد الدينية مثل قصة يأجوج ومأجوج، والاعتقاد بأن الشياطين والجن يعيشون في باطن الأرض وأسفلها.

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق